السبت، 20 فبراير 2016

نهار




عبلة الروينى

مات الرجل الهاديء المترفع والرفيع..مات الروائي والناقد والمترجم علاء الديب..عاش 77 عاما يعمل في العواصف، أو رغم العواصف، يحمي نفسه وإبداعه بالاعتزال والاستغناء، خارج كل الصراعات والاستعراضات والحسابات والمصالح، فالأجر الوحيد الذي يحصل عليه الكاتب في رأيه، هو أن يفرح، هوالكتابة نفسها..لم يطلب يوما ولم يسع، لم تشغله المناصب ولا الجوائز ولا التكريمات.. حتي في موته اختار (يوم الهول يوم وداع) كما قال أحمد شوقي في وداع المنفلوطي، الذي مات يوم إطلاق النار علي سعد زغلول!!.. مات علاء الديب بعد يوم واحد من وفاة هيكل وبطرس غالي، ففات علي بعض الصحف خبر الوفاة!!


كثيرون هم أقل منه موهبة، وأقل منه إبداعا وخلقا، يتمتعون بشهرة ومكانة ونجاحات وجوائز وتكريمات، بينما لم يلتفت اليه سوي المحبين، لا يملكون سوي قلوبهم، وتلك هي الجائزة الكبري للكاتب الشريف..!!


في شبابه تنقل من الإخوان المسلمين إلي التنظيمات اليسارية،الي التنظيم الطليعي، الي(النجاة).. لا ينتمي لسلطة ولا لحزب ولا لمؤسسة...منحازا فقط إلي خياراته الإبداعية والجمالية، وإدراك حقيقي لضرورة الحفاظ علي الدور الاجتماعي للأدب، والا تحول إلي عبث مطلق...!


عاش علاء الديب بين الأدب والصحافة، شأن معظم كتاب مدرسة (روز اليوسف)الصحفية.. كانت تحقيقاته الصحفية الممتعة سببا وراء بحث المخرج شادي عبد السلام عنه لمشاركته كتابة فيلم (المومياء).. وكان بابه الأسبوعي (عصير الكتب) من أشهر الأبواب في الصحافة الثقافية، علي امتداد أكثر من أربعين عاما، أضاء فيها المئات من الكتب والروايات، وقدم العديد من المبدعين الشباب.. بدأ علاء الديب بكتابة القصة القصيرة فكانت مجموعاته (القاهرة)، (صباح الجمعة)، (المسافر الأبدي)... ثم كانت رواياته (زهرالليمون)، (أطفال بلا دموع)، (قمر علي مستنقع)، (عيون البنفسج)، (أيام وردية) بينما كتب جزءا من سيرته في (وقفة علي المنحدر).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر المقال في جريدة الأخبار بتاريخ 20 فبراير 2016


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق