الأربعاء، 14 يناير 2015

الثورة المضادة لا تنتصر





فرض هذا الموضوع نفسه على كلماتى القليلة التى أكتبها هنا كل اسبوع. 

الموضوع والكتاب والمؤلف: الثلاثة يستحقون
وقفة سريعة ويستحقون لفت النظر إليهم.. الموضوع هو «داعش» السحابة السوداء الجديدة التى انقضت على ما أطلقوا عليه الربيع العربى فكادت تخنق كل مافيه من نسيم جديد وأمل ونور «داعش» عودة الجهاديين كتاب جديد،كتبه المراسل الحربى والصحفى المميز الايرلندى(باتريك كوكبيرن )

ـ أيرلندى مواليد1950ـ يغطى حروب الشرق الأوسط منذ 1991ـ له ثلاثة كتب عن أزمة العراق،منذ سقوط صدام.
آخر جوائزه لقب: «أفضل مراسل أجنبى 2014ـ » وله أيضا كتابان أدبيان واحد عن تجربته الشخصية مع شلل الأطفال، والثانى كتبه مع أبنه الذى كان يعانى من الشيزوفرنيا (الفصام) وباتريك كوكبيرن كان بالنسبة لى اكتشافا لما يمكن أن يكون عليه الصحفى الأمين الذى يتحمل مسئولية وشرف مهنته.


داعش أو عودة الجهاديين كتابه الذى ترجم إلى العربية فور صدوره 2014 ترجمته: ميشلين حبيب،وصدر عن دار الساقى 2015) يوصف فى أوساط المتخصصين بأنه كتاب رائع هكذا قالت عنه محطة الإذاعة البريطانية وقد أفردت له المجلة الفكرية الأدبية البريطانية المحترمة (لندن لعرض الكتب) صفحات عدة للنقد والتحليل.

كتب باتريك كتابه من موقع الأحداث متجولا فى مناطق الاحتلال المفاجيء الذى غطته تلك العاصفة الحمقاء فى العراق وسوريا.
جمع أحاديث مع القادة والقواعد، وحقق صحة أغلب أشرطة الفيديو التى أذيعت فى التليفزيونات وعلي«اليوتيوب» لكى يثير عواصف الفزع التى استعملتها داعش كواحدمن أهم أسلحتها.
كما اعتمد الصحفى المدقق على واحد من أهم المصادر الآن للأخبار المدققة غير المغرضة:
وهى التقارير التى تصدر عن: مؤسسة الأزمات الدولية فى بروكسل ICG، وهى مؤسسة تعمل على دراسة ومحاولة تقديم اقتراحات بالحل للأزمات الدولية المتصاعدة منذ 1995 (مؤسسةغير حكوميةـ غير ربحية ـ تجتمع بشكل شبه دائم. ويصدر عنها نشرة يحررها أكبر خبراء السياسة والاجتماع والاقتصاد) منذ 11 سبتمبر 2001 أطلقت الولايات المتحدة لأسباب بعضها معروف وبعضها غير معروف مازال يطلق عليه (الحرب على الإرهاب) وتورطت فى حروب أفغانستان والعراق وليبيا.

تطورت أسلحة وإستراتيجيات جديدة، وشهد العالم نظريات جديدة، فى الفوضى الخلاقة، وعواصف الصحراء، وحروب التليفزيون ومعتقلات حديثة، وطرق مبتكرة للتعذيب وانتزاع الاعترافات (وجود أسلحة نووية، وعلاقة بين صدام والقاعدة، انتزع من معتقلين تحت الايهام بالغرق) ودخلت الولايات المتحدة فى مجموعة متتالية من التقارير السياسية الخاطئة فيما يتعلق بالشرق الأوسط وشمال افريقيا، مع ملاحظة بقاء وتصاعد الدعم الاقتصادى والعسكرى لإسرائيل وتجاهل تام للقضية الفلسطينية.


أعلنت الحرب على الارهاب وتم تجاهل أهم عنصرين فى الموضوع العنصر الفكري، وعنصر التمويل الذى يتدفق على العصابات الإرهابية خاصة من الدول المتحالفة شكلا ومضمونا مع الولايات المتحدة.


الإسلام لا يحتمل الآن ولا يدعو لحرب كحرب الثلاثين عاما التى شهدتها أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، لا يعرف الوعى ولا الضمير الاسلامى حربا كريهة كتلك التى تبذل مختلف الجهود لإذكائها بين الشيعة والسنة.

توصل الشيخ شلتوت عليه رحمة الله مع عدد من مشايخ الأزهر إلى مواقف فكرية وفقهية كادت تصفى هذا النزاع الذى يلقون عليه كل يوم نارا جديدة منذ اعلان الحرب على الارهاب؟


الأساطير الجوفاء، منذ سيد قطب إلى بن لادن إلى البغدادى كلها شروخ عميقة فى جدار الإسلام القرآنى النبوى السمح الخالد (يشير كتاب باتريك هذا إلى دراسة مهمة لا أعرفها للدكتور:
على علاوّى أحاول العثور على كتبه)


ماذا تحمل داعش لنا أو للإسلام.
فاشية نازية مضافا إليها جهل وتخلف تستغل أزمات فراغ ذهنى وفكرى عند شباب واقع تحت تأثير أنواع مختلفة من مخدرات مخلقة.وفقر وعشوائيات، وغياب رؤية للمستقبل، وهى استراتيجية عسكرية كأنها أفعى بين الصخور.
بعد سقوط الموصل شهد (عواد إبراهيم على البدرى السامرائي) حفلا حرق فيه بعض المجاذيب الأجانب جوازات السفر وقالوا: لا بلاد ولا أوطان.. كلها أرض الله.
 قالوا لكندا وأمريكا نحن قادمون لندمركم.
وكذلك قالوا للبلاد العربية،انقسموا بعد ذلك إلى عصابات تتصارع على الغنائم!

الغنائم قليلة يا ضباع!


منذ أن اندحرت الشيوعية، وغابت الحركات القومية، لم نعد نملك سوى العقل.وأنتم تحملون منجل الموت ورائحة القبور المفتوحة.
 أزمةالثورة العربية، ومتاعبها لن تنتهى بنا إلى ظلامكم.. داعش والجهاديون والخلافة الإسلامية جحافل الثورة المضادة التى لا يمكن أن تنتصر.

كتاب (داعش لباتريك كوكبيرن) المراسل الأيرلندى الحر، الذى عرف حرب أيرلندا ينتهى إلى القول باستحالة انتصار الثورة المضادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر فى الأهرام بتاريخ 14 يناير 2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق