الأربعاء، 18 مارس 2015

الحب مائدة سماوية

               
                     نتيجة بحث الصور عن ديوان لمره واحده




«لمرة واحدة» هو الديوان الشعرى الصغير (35 قصيدة) الذى صدر بعد معرض الكتاب للشاعر والروائى والناشر السكندري:
 علاء خالد وهو عمل جديد فيما يطرحه من موضوعات وفى تطوير شكل قصيدة النثر.

بدأ الشاعر كتابة قصيد النثر 1990 فى ظروف سياسية مرتبكة وخائفة، ومنذ ذلك الحين أصدر 5 دواوين شعرية
و4 أعمال نثرية ورواية متميزة، كما واصل إصدار أكثر من 11 عددا من المجلة الفريدة «أمكنة» التى تصدر فى الإسكندرية بمساعدة من شريكة حياته المصورة سلوى رشاد.
»لمرة واحدة« نقلة فى قصيدة النثر، وتطور فى كتابة علاء خالد. 

عن دار شرقيات صدر هذا الديوان، الذى يقول فى وضوح أن قصيدة النثر تفسح لنفسها مكانا مستقرا فى المشهد الأدبى والفكرى والسياسى المرتبك.
رغم الانقراض الذى يحدث للطبقة المتوسطة ـ التى ينتمى إليها كل من الشاعر والقصيدة ويتمردون عليها فى الوقت نفسه، فأن قصيدة النثر تكاد تصبح الصوت الأبرز فى التعبير عن كل هذه الفوضى الاجتماعية والروحية التى يعيشها عالمنا العربي.

تأخذ شكلا وتطورا مختلفا فى لبنان وفى العراق وفى الشمال الأفريقى وفى الخليج ولكنها هنا وبالنسبة لتطور علاء خالد كانت بدايتها رغبة فى الاعتراف وفى قول الحقيقة فى زمن الاعلام الراوى وفى زمن الصوت الواحد الذى اخفى كل مشاكل الداء تحت سجادة القومية ثم سجادة الصلاة، ظهرت فى الثمانينيات والتسعينيات حركات نشر «الماستر» وجماعات الشعراء الذين يخاطبون أنفسهم، وغرق «الجمهور» فى أنواع أخرى تماما من الفن الفاسد والمزيف. قليلون هم من استمروا قابضين على الجمر مصرين على تقديم فن حقيقى لجمهور حقيقي، وليس بضاعة مزيفة لقطيع محشود. منهم شاعرنا الذى أصر على مواصلة الاعتراف .. وقول الحقيقة.


متابعة تطور علاء خالد الشعرى يكشف تطور معنى الحقيقية ومعنى الآخر ولابد من دراسة نقدية لهذا التطور ـ وهو بالطبع لم يكن مقتصرا على علاء وحده: لكن معه تجارب أخرى هامة وأساسية تكشف غيابا تاما للدعم والكشف النقدي.

 كيف تصاعدت هذه الأصوات المتمردة فنيا واجتماعيا حتى وصلنا إلى يناير 2011 وما اعقبها، وكيف تواكبت وانفصلت عن قصيدة العامية والقصيدة الحرة والكلاسيكية، بالنسبة لعلاء خالد كان ديوان: تصبحين على خير (2007) وديوان (تحت شمس ذاكرة أخرى 2012) نهاية مرحلة. بدأ فى الديوان الجديد صوت آخر.. وبدأت معه مشاكل أخري.


ما هى الحقيقة الشعرية؟
 هل هى حقيقة أخري!
وما هو المكان الغامض الذى يأتى منه الشعر؟
من هو ذلك «الآخر» الذى يخاطبه الشاعر؟
 وأين هو ذلك المكان الآخر الذى يتحدث عنه الشاعر.
هل هو عالم يقع بين الوعى واللاوعي.
وما علاقة كل هذا بواقع الناس. بالألم. والجوع ـ والعرق. والدموع.


كتبت قصائد هذا الديوان: من يوليو 2012 إلى ابريل 2013 وأظنها كانت سنة صعبة بالنسبة للبلد والشاعر نفسه
(تجربة مرض مؤلمة).


تحت هذه البقعة الخالية من الضوء/ صوتى محمل بأصوات تتدافع من الماضي/ ذاب أصحابها فى الظلام/ تحت هذه البقعة التى تتحرك باستمرار/ لا أملك إلا فرحا مؤقتا/ بأننى مازلت هنا.


تغير صوت الشاعر واختلف خطابه وهمومه:

«الحزن هناك قميص واق من الرصاص،/ فى تلك الحروب الصامتة والدماء المجمدة فى الأوردة/ وفى العيون، والخسارات غير المعلنة/ الحزن هناك،/ لا يلمس بابه تراب أقدام الزائرين. طاهر كبيت مقدس. الحزن هناك يترجل بلا أقدام/ لا يحتاجها/ لأنه يسكن بداخلك/ وانت تسير بدلا عنه.
«أنا ابن كون زائل/ ونجوم مطفأة فى كراسات الرسم».
 «نعيش ومن حولنا، فى الظل، الكثير من الأوهام.
الألم، المرض/ الفرح/ الموت/ أشياء تجمعنا.
ولكن لا تجعلنا أبطالا، أو حتى صادقين.
 «الألم وثن/ لا يمكن الكفر به بسهولة».
 حياة واحدة لا تكفي/ لكى نتعلم الحساب والجغرافيا والحب.
 لقد قرأنا الكتاب مبكرا/ وعرفنا بأننا سنموت


لا أحب أن أوحى بأن الشاعر غارق فى حزن أسود.
أنه غاضب محير، أو هذا ما وصلنى من ذلك الألم الوجودى الذى يعبر عنه الشاعر دون حكايات أو تفاصيل.
 فى قصيد جميل بعنوان:
كنت أصلى وأنا صغير، يلامس الشاعر مشكلة العقيدة والطقس فيقول:
 مازال مكانى فارغا/ فى هذا الجامع القديم الذى كنت أرتاده صغيرا/ مازالت قدم جارى تجاور قدمى الغائبة/ مازلت غائرا بوجهي، على السجادة الحمراء/ كفريق يريد أن ينجو بحياته./ مازلت أحفظ دعائى القديم وأتلوه بدون تلعثم أمام غرباء.
مازلت احتفظ فى قلبى بجامع صغير لا تؤدى فيه أى فرائض/ به مكان فارغ لطفل كان يبحث عن جنة قريبة فى سجادة الجامع الحمراء.
 الكون نفسه نسخة مستعملة/ لكون آخر/ وإلا كيف نفسر هذا العوار/ هذا الاضطراب فى أنظمة الذاكرة والنسيان.
لن أضيع وقتى بعد الآن/ لم تعد هناك فسحة لهذا النوع من الأحلام الانتحارية.
ربما تكون حياتى بدون حلم هى الحلم الذى حلمت به.

لا يتركنا الشاعر علاء خالد فى ديوانه الجديد دون »نشيد« للفرح السكندرى يقدمه فى »صباح شتوي«

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر فى الأهرام بتاريخ 18 مارس 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق