الثلاثاء، 19 يناير 2016

علاء الديب على سرير المرض



  


علاء الديب في مستشفى المعادي. هكذا، فإنّ واحداً من رموز الثقافة في مصر يعاني. وإذا كنا ندعو له بالشفاء، فقد تكون هذه مناسبة لتقديم علاء الديب إلى جمهور القراء. علاء الديب، المولود في العام 1939، هو من قلائل جيل الستينيات الذي عاش مستقلاً في حين انخرط آخرون في آلة السلطة، وصاروا في عدادها.

 لم يسأل يوماً عن مصلحة ولا نفوذ ولا موقع. بقي في بيته في المعادي يكتب ويبشر بالمواهب الجديدة.

علاء الديب الذي كان في الوقت ذاته روائياً قديراً وناقداً أدبياً، وأهم من ذلك قارئاً يتابع النتاج الجديد، ويعرِّف به كل أسبوع، ويختار منه لقراءة الآخرين. هكذا نجح علاء الديب في التبشير بكتّاب شبان وجدوا لديه الرعاية والاهتمام، إذ كانت زاويته «باب الكتب» و «عصير الكتب» منتظرة وفاعلة.


علاء الديب أحد ضمائر الثقافة المصرية. لم يساوم على موقف، ولم يساير، ولم يداهن. كان من جيل الثورة الذي عانى سقوط أحلامه بعد نكسة 1967. لكنه لم يحد مع ذلك عن مواقفه، وظلّ شامخاً ضد التطبيع، وواجه الإرهاب الديني، وشارك في «ثورة 25 يناير» (2011)، وإن لم تفسح له صحته النزول إلى الميدان.

ظلّ «المسافر الأبدي»، الذي اعترض على حكم الإخوان المسلمين وما استتبعه هذا الحكم من أحلام الخلافة والعنف الأصولي. ظل يعيش طوال عمره من جهده وقلمه، وهو يرقد الآن في مستشفى المعادي كأحد الشرفاء الكبار المبدعين المميزين في الثقافة المصرية، وقد يكون شفاؤه من حظّ هذه الثقافة، ومن حسن مصائرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباس بيضون
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 19 يناير 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق