السبت، 22 فبراير 2014

عن الأرض.. والعشق





لما تلاقى الطير مش طايق
لون العش ولون الشمس
اعرف أن السما مش باينه
وأن جناحه اتأذى م اللمس
هذا مقطع من قصيدة بعنوان «كسر الرخام» من ديوان
 «العشق السادى» لأحمد العايدى.

 اللغة فى الديوان «عامية» ولكنها خاصة، وتنتمى إلى جيل جديد.
أحمد العايدى:
 صاحب رواية «أن تكون عباس العبد»
(دار ميريت - القاهرة 2003)، هى الرواية التى حققت شهرة ونجاحا كبيرا، واعتبرها كثير من الكتاب ميلاداً لذائقة جديدة تعبر عن: مكابدة عالم جديد: قلق، ومتغير.

 أحمد العايدى من مواليد: الدمام السعودية 1974.
 اشتغل بالسيناريو، والكومكس (المجانين - ضربة شمس).
يقول فى حديث له:
 أنا مريض بالشعر، أحسه وسعيد به.
وفى مقدمة الديوان صفحة تقول:
«إهداء إلى المجانين، المنبوذين، مثيرى المتاعب، الذين يشبهون القطع الدائرية، التى ترفض الدخول فى ثقوب مربعة، الذين يرون الأشياء «باختلاف»، غير المحبين للقواعد، الذين لا يحترمون الوضع الراهن، يمكنك أن تستشهد بهم أو أن تختلف معهم، أن تمجدهم أو أن تحط من قدرهم.

يبد أن الأمر الوحيد الذى لا يمكنك فعله هو تجاهلهم.
 لأنهم يغيرون الأشياء، إنهم يقودون الجنس البشرى إلى الأمام. وبينما يعتبرهم البعض أشخاصا مجانين، نراهم نحن عباقرة، لأن البشر الذين لديهم ما يكفى من الجنون للاعتقاد بأنهم يستطيعون تغيير العالم، هم من يغيرونه فعلا إعلان «آبل» ضمن حملة «فكر باختلاف» 1997.

كما يهدى الشاعر ديوانه إلى روح عم أحمد فؤاد نجم، وروح أحمد صلاح.
يقول فى قصيدة «مشوار مثالى للقلق»:
تقعد على الرصيف م التعب
حاضن شوية شاى
فيسألوك المخبرين
«والكابتن منين؟»
فتبتسم
أنا ابن الحوارى الديقة
ف عين شمس
وزخانيق الدويقة
معمول حسابى فى الرصاص
وماليش فى البلد «دية»
نيتى..
أبسط من تقريرك فىّ
أنا التراب اللى لازق
فى دم القميص
أنا انعكاس القمر/ فى دموع المحبة/ لحظة غياب الكهربا/ فـ«منصور» أنا السور البشر/ مايهدنيش../ غير الحقيقة تبان/ ثانية رجوع النور/ أنا اللى شال العلم/ عكس اتجاه السير/
أما عن «العشق.. والأرض»، فهو يقول كلاماً جديداً جارحاً كخنجر فى الغمد:
ماكرهتش حد فى الدنيا
أد اللى حبيته
ومن ساعتها
أنا كل ما أحب حد
أسيبه
عشان ما أخسروش.
يا رب../ أنا حاسيبك أنت/ تقولها/ قد إيه../ كل كلمة منى بتدايقها/ معناها دايما/ كل حاجة عكسها.
علمينى لما أسيبك/ أنسى فجأة طعم.. لمسك/ علمينى وأنت ماشية/ أنسى ليه أصلا بسيبك.
لما يبان الصبح/ ماله؟/ ليه حزين؟/ هى نايمة/ هو صاحى/ نوم وصحو القلقانين/ حتى فى نزوله السلالم/ صمته حتى/ قال أنين/ كل ما أتمناه جريمة/ تهمة العشق اللعينة/ كل ما يقرب بتبعد/ كل ما بيهرب حزينة/ يا اللى علمت المحبة/ علم البحر السكينة.
بعد كل هذه الاستشهادات أظنك قد شعرت أنك أمام صوت جديد تماما.
 وأن هناك عملية فنية جديدة تتكون: فيها عقل يفكر ويبنى تعبيرا جديدا خاصا به.
 وأن يقتصد فى الكلمات.
 وأنه يتعامل مباشرة مع «الصورة» مع الاحتفاظ قدر المستطاع بالنغم والإيقاع.
 قصيدة نثرية، مشغولة بالهدم للبناء.
 اللغة العربية الفصحى موجودة فى لحمة البناء وإن كان النسيج من مصطلحات اليوم والشارع والآن.
يقال إن العايدى قد درس الأدب والفن مع كاتب أمريكى شهير هو «تشاك بولانيك» صاحب رواية «نادى القتال» وينتمى إلى مدرسة «المينيماليزم» القائمة على اختزال التعبير إلى أقل حد ممكن، والوصول إلى نقل الشعور أو الفكرة والصورة بأسرع ما يمكن ودون أى ترهل عاطفى.
واللى يتنازل فى الهوى
يشرب على مهله الهوان
دبلت خدود الورد
من ختم الخناجر
والطعنة تقريبا
كل ما بتدبل
تبان..
هذا وتر شعرى جديد، يعزف من القرار، وسط موسيقى جديدة تولد فى العامية والفصحى.. رغم كل الضوضاء والصخب والعنف.

العشق السادى.. شعر/ أحمد العايدى
- القاهرة: الكرمة للنشر والتوزيع 2014.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت في جريدة المصري اليوم بتاريخ 22 فبراير 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق